الأحد، يونيو ٢٥، ٢٠٠٦

الآن أو الندم

العجيب أننا نحب الكلام فى السياسة مع أن المعلومات التى تصل إلينا عن توجهاتها و نوايا السياسيين و أفعالهم تصل متأخرة مغلوطة و مشوهة. و لكن السياسة تستمر فى اجتذابنا فالمتعة رائعة: التنبؤ و التحليل و الإنتقاد و و و.

النقاش فى كل شئ آخر يكاد ينعدم إلا فى الرياضة. قليلون من يفكرون أبعد من السعي للحرية أو دولة العمال و الفلاحين أو الخلافة الإسلامية. هب أن كل ذلك حصل ثم ماذا؟

لم نريد الحرية؟ ماذا سنفعل بها؟

ما الغاية؟

سؤال إما أن نجيبه الآن أو نندم طويلا

وقت للتأمل

إنتهت فورة النشاط، الاعتصام، التظاهر، الاعتقال، و هدأت الريح و سكنت السفينة فى وسط البحر الواسع لا ريح لا أمواج فقط الشمس التى تبتسم فى لا مبالاة و هى لا تدرك عطش الملاحين. مصر الآن مثل تلك السفينة فى قصيدة كولردج. لا شئ يفزع لا شئ يتحرك و لكن الوقت يمر و تقترب تلك اللحظة عندما ينفد الماء و يبقى الإختيار بين الموت أو قتل الآخرين و مص دمائهم.



مصر الآن تقترب من لحظة الإختيار و هى لحظة لا نختارها و لا نسعى إليها و لكنها ستأتى حتما لأن الماء ينفد و الشمس تبتسم.